Sunday, July 6, 2008

مؤرخ روماني يبحث عن التاريخ ومعنى الدين بكتابه



بوخارست: يؤمن مؤلف كتاب "البحث عن التاريخ والمعنى في الدين" الروماني ميرتشيا إلياده أن الفكر الديني يرتكز في أساسه على التمييز القاطع بين الأخروي المقدس والدنيوي الفاني، الأخروي المقدس بكافة رموزه هو الحقيقة والقيمة والمعنى، في حين أن كل الأشياء الأخرى لا تكون حقيقية أو ذات قيمة إلا من خلال مشاركتها في أو مع المقدس.
ويتجلى فهم إلياده، كما يذكر مترجم الكتاب سعود المولى، حول مفهومه عن "تجلي المقدس" وظهوراته الكشفية التي يرى أنها هي التي تعطي العالم الدنيوي قصدا ومعنى وبناء، وذلك بإقامتها لنظام مقدس.



  • يتكون الكتاب - وفق صحيفة "الوطن" السعودية - من ثمانية فصول، في الفصل الأول يؤكد إلياده على مهمة مؤرخ الأديان، فمؤرخ الأديان شاء أم أبى لا يكون قد أنهى عمله عندما يعيد بناء تاريخ شكل من الأشكال الدينية، أو حين يستخلص ظروفه الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية. إذ أن عليه بالإضافة إلى ذلك أن يفهم معنى هذا الشكل الديني، إن عليه أن يعين ويشرح تلك المواقف والأوضاع التي أدت إلى، أو سمحت، بظهور أو غلبة هذا الشكل الديني أو ذاك، في فترة معينة من فترات التاريخ.
    حين يحقق هذه المهمة فإنه يقوم بمهمته الثقافية المتصلة بفهم الإنسان اليوم، فـ إلياده يعتقد أن الدين بعقائده وطقوسه هو مخزن للمعنى والتاريخ أو ظهور وتجل لهما.

في الفصل الثاني يناقش إلياده أبرز نظريات تفسير الدين، ومن القضايا التي تتكرر في أكثر من فصل في الكتاب، شعور إلياده أن تاريخ الأديان لا يقوم بدوره المفترض في ثقافة اليوم على عكس ما كان عليه الجمهور في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث كانت الأطروحات أو الاكتشافات عن الثقافات البدائية تثير الكثير من الاهتمام والصدى

في الفصول اللاحقة يدرس إلياده أسطورة نشوء الكون و الفردوس و اليوتوبيا: الجغرافيا الأسطورية وأحوال اليوم الآخر، وفيه يذهب إلياده إلى التوجهات الدينية للمستكشفين الأوائل وسيطرة فكرة الجنة الدنيوية ومفارقة الضلال في أوروبا القديمة.
بعد ذلك يناقش ظاهرة التكريس وهي ظاهرة البرامج المليئة بالطقوس التي تقدم لأفراد مختارين من أجل إدخالهم في مراتب دينية معينة

بعد ذلك يختم إلياده الكتاب بمقدمة نقدية لتاريخ الثنوية الدينية: الأزواج والتقاطبات من خلال دراسة الثنائيات في عدد من الثقافات القديمة.

ميرتشيا إلياده مؤلف الكتاب مولود في رومانيا عام 1907 ويعد أحد أبرز مؤرخي الأديان والباحثين فيها، اختلف بشدة مع النظام الشيوعي في رومانيا، ولذا عاش أغلب حياته خارجها وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية.